تُعد تشوهات الأصابع أو أصابع زائدة من المشكلات الخلقية التي تثير قلق العديد من الأهالي عند ملاحظتها على أطفالهم منذ الولادة. وبالرغم من أنها تبدو حالة نادرة للبعض، فإنها في الواقع من أكثر تشوّهات الأطراف شيوعًا، وتختلف درجاتها بين بسيطة يمكن علاجها بسهولة، وأخرى أكثر تعقيدًا تتطلّب رعاية متخصصة.
ما يميز تلك الحالات أن اكتشافها المبكر يفتح الباب أمام حلول فعّالة تضمن نمو اليد أو القدم بشكل طبيعي دون تأثير على الحركة أو المظهر. ومع التطور الطبي والجراحي اليوم، أصبحت أغلب تلك التشوّهات قابلة للعلاج بنتائج ممتازة. في هذا المقال، نستعرض أسباب الحالة وأهم أنواعها، وكيف يجرى التعامل معها طبيًا وجراحيًا.
ما هي حالة الأصابع الزائدة؟
تشوهات أو أصابع زائدة هي حالة خلقية يولد فيها الطفل بوجود إصبع إضافي في اليد أو القدم، نتيجة خلل في تكوّن الأطراف خلال مراحل النمو الجنيني. قد يكون الإصبع الزائد صغيرًا ومرنًا مرتبطًا بالجلد فقط، أو أكبر حجمًا يحتوي على عظام ومفاصل، مما يجعله يشبه الإصبع الطبيعي. وتعد تلك الحالة من أكثر تشوهات الأطراف شيوعًا، وعادة تُكتشف مباشرة بعد الولادة، ويمكن علاجها بسهولة خاصة عند التدخل المبكر.
أسباب زيادة عدد الأصابع
تظهر حالة الأصابع الزائدة نتيجة أسباب متعددة قد تكون بسيطة أو مرتبطة بعوامل وراثية أو جينية. ورغم أن السبب الدقيق لا يكون واضحًا دائمًا، فإن معظم الحالات تُفسَّر بخلل صغير يحدث خلال تكوّن الأصابع في المراحل المبكرة من الحمل، وتتضمن أسباب تشوهات أو أصابع زائدة ما يلي:
- عوامل وراثية
يُعد العامل الوراثي من أكثر الأسباب شيوعًا، إذ قد تنتقل الحالة من أحد الوالدين أو أفراد العائلة بشكل مباشر، خاصة في حالات الأصابع الزائدة في اليدين.
- اضطرابات في تكوّن الأطراف خلال الحمل
تحدث تلك التشوّهات نتيجة خلل بسيط أثناء تكوّن الأصابع في الأسابيع الأولى من الحمل، مما يؤدي إلى انقسام زائد في نُسج الإصبع.
- متلازمات جينية معينة
قد تظهر الأصابع الزائدة كجزء من متلازمات خلقية، مثل متلازمة “إليس فان كريفيلد” أو “متلازمة داون”، لكن هذا لا ينطبق على كل الحالات.
- عوامل بيئية نادرة
في بعض الحالات المحدودة، قد تلعب عوامل، مثل: نقص التروية للجنين أو بعض الأدوية أثناء الحمل دورًا، لكنها ليست السبب الأساسي.
أنواع تشوهات الأصابع
- الأصابع الزائدة (Polydactyly): وجود إصبع إضافي في اليد أو القدم، وقد يكون صغيرًا مرتبطًا بالجلد فقط أو كاملًا يحتوي على عظام ومفاصل.
- التحام الأصابع (Syndactyly): التصاق أصبعين أو أكثر ببعضهما، إما التصاقًا جلديًا فقط أو التحامًا بالعظام، ويُعد من أكثر التشوّهات شيوعًا.
- قصر الأصابع (Brachydactyly): حالة يولد فيها الطفل بأصابع قصيرة نتيجة صغر طول العظام، وقد يؤثر ذلك على شكل اليد ووظيفتها في بعض الأنواع.
- انحراف أو اعوجاج الأصابع (Clinodactyly): انحناء أحد الأصابع إلى الداخل أو الخارج، وغالبًا إصبع الخنصر، وقد يكون بسيطًا أو يحتاج لتدخل علاجي.
- الإصبع المقوّس أو المطرقة (Camptodactyly): ثني دائم في مفصل الإصبع يجعل الفرد لا يستطيع فرده بالكامل، وغالبًا ما يظهر في الطفولة.
- الإصبع المشوّه بسبب نقص التكوّن (Hypoplasia): نقص أحد الأصابع أو جزء منه، مثل: نقص عظمة أو وتر، ما يؤثر على الحركة والقوة.
- الإصبع الملتوي (Torsional deformities): التفاف الإصبع حول محوره بدرجات متفاوتة، وقد يسبب صعوبة في القبضة أو استخدام اليد.
علاج تشوهات اليد عند الأطفال
يعتمد علاج تشوّهات اليد عند الأطفال على نوع التشوّه وشدّته، لكن غالبًا يهدف العلاج إلى تحسين وظيفة اليد ومظهرها لضمان تطوّر طبيعي لحركة الطفل. تبدأ الخطوة الأولى عادةً بالتشخيص الدقيق عبر الفحص السريري وصور الأشعة لتحديد العظام والأوتار المتأثرة.
في الحالات البسيطة، مثل: الأصابع الزائدة الصغيرة المرتبطة بالجلد فقط، يمكن إزالتها بسهولة بإجراء بسيط وسريع. أما التشوّهات الأكثر تعقيدًا، مثل: التحام الأصابع أو وجود إصبع زائد كامل البنية فتحتاج إلى جراحة ترميمية دقيقة لإعادة تشكيل الأصبع وفصل الأنسجة لضمان حركة طبيعية. قد يُنصح أحيانًا بالعلاج الطبيعي بعد الجراحة لتحسين قوة الأصابع ومرونتها.
متى تستدعي تشوهات أو أصابع زائدة التدخل الجراحي؟
تستدعي الأصابع الزائدة التدخل الجراحي عندما تؤثر في شكل اليد أو القدم، أو تعيق حركة الطفل الطبيعية، أو عندما تكون مرتبطة بعظام وأوتار تجعلها غير قابلة للإزالة البسيطة. كذلك يُوصى بالجراحة إذا كان الإصبع الزائد كبيرًا أو مدمجًا مع إصبع آخر، أو يشكل صعوبة في ارتداء الحذاء أو الإمساك بالأشياء.
في معظم الحالات يفضل إجراء الجراحة في عمر 6 إلى 12 شهرًا لضمان أفضل نمو وظيفي وجمالي للطفل، مع تعافٍ أسرع ونتائج طويلة الأمد.
الجراحة التجميلية لعلاج الأصابع الزائدة
تعدّ الجراحة التجميلية الحل الأمثل لعلاج الأصابع الزائدة عندما يكون الإصبع الإضافي كامل التكوين أو متصلًا بالعظام والأوتار. تهدف تلك الجراحة إلى إزالة الإصبع الزائد، وإعادة تشكيل الأنسجة المحيطة، وتحسين مظهر اليد أو القدم مع الحفاظ على الحركة الطبيعية للطفل.
يبدأ العلاج بتقييم دقيق يشمل الأشعة لتحديد نوع الارتباط ودرجة التعقيد، ثم يضع الجراح خطة دقيقة تراعي شكل اليد ووظيفتها. تُجرى العملية عادة في عمر 6–12 شهرًا تحت تأثير التخدير العام، حيث يفصل الجراح الإصبع الزائد بعناية، ثم إعادة بناء الأربطة والأوتار والعظام عند الحاجة للحصول على نتيجة تجميلية ووظيفية مثالية.
بعد الجراحة، يحتاج الطفل لفترة قصيرة من العناية والمتابعة، وقد يُنصح بالعلاج الطبيعي لتحسين حركة الأصابع. بهذه الجراحة يحصل معظم الأطفال على يد أو قدم طبيعية الشكل وقوية الوظيفة، مع نتائج دائمة ومرضية للوالدين.
الأسئلة الشائعة حول تشوهات أو أصابع زائدة
تتضمن قائمة الأسئلة الشائعة حول تشوهات أو أصابع زائدة ما يلي:
هل كثرة الأصابع تشوه؟
نعم، كثرة الأصابع تعد تشوها خلقيًا، إذ يولد الطفل بإصبع إضافي في اليد أو القدم. بالرغم من أنها غالبًا حميدة ولا تهدد الحياة، إلا أنها قد تؤثر في وظيفة اليد أو القدم أو المظهر الجمالي، لذا يُفضل تقييم الحالة مبكرًا لتحديد العلاج المناسب.
ماذا يعني وجود أصابع إضافية؟
وجود أصابع إضافية يعني أن الطفل ولد بإصبع أو أكثر زائد عن العدد الطبيعي في اليد أو القدم، وهو تشوّه خلقي شائع قد يكون صغيرًا مرتبطًا بالجلد فقط أو كاملًا يحتوي على عظام ومفاصل، وقد يؤثر أحيانًا على الحركة أو المظهر.
ما سبب تشوه أصابع اليد؟
سبب تشوّه أصابع اليد غالبًا وراثي أو خلقي، يحدث نتيجة خلل في تكون الأصابع أثناء الحمل. قد تلعب بعض المتلازمات الجينية أو العوامل البيئية دورًا ثانويًا، لكن الغالبية سببها اضطراب في نمو الأنسجة والعظام أثناء مراحل تكوّن اليد في الرحم.
في النهاية، تُعد تشوهات الأصابع أو وجود أصابع زائدة من الحالات الخلقية الشائعة التي يمكن التعامل معها بفعالية في حالة اكتشافها مبكرًا. التدخل الطبي المناسب سواء بالعلاج التحفظي أو الجراحة التجميلية، يضمن للطفل وظيفة طبيعية لليد أو القدم ومظهر جمالي سليم.
إذا لاحظت أي أصابع زائدة أو تشوهات في يديك أو يد طفلك، لا تتردد في استشارة طبيب متخصص لتقييم الحالة ووضع خطة العلاج الأنسب، فالتدخل المبكر يحقق أفضل النتائج على المدى الطويل.
