الإصبع الزنادي
نوفمبر 19, 2025

الإصبع الزنادي

يُعدّ الإصبع الزنادي من الحالات التي قد تبدأ بألم بسيط في الإصبع ثم تتحول تدريجيًا إلى مشكلة مزعجة تعيق الحركة اليومية. فجأة تجد إصبعك يعلق في وضع الانحناء قبل أن ينطلق كالزناد، في إحساس قد يثير القلق لدى الكثيرين. 

تلك الحالة ليست خطيرة في معظم الأحيان، لكنها قد تؤثر في القدرة على الإمساك بالأشياء أو أداء المهام الدقيقة. في هذا المقال، نأخذك في رحلة لفهم ما يحدث داخل أوتار اليد ولماذا تفشل في الانزلاق بسلاسة. ستتعرف إلى أهم الأسباب التي تقف وراء تلك المشكلة، والعلامات التي تستدعي التدخل المبكر.

ما هو الإصبع الزنادي؟

الإصبع الزنادي هو حالة شائعة تصيب أوتار الأصابع، حيث يعلق الإصبع في وضع الانثناء ثم ينفرد فجأة وكأنه “زناد” يتحرر. يحدث ذلك بسبب التهاب أو تضيق في الغمد المحيط بالوتر، ما يجعل حركته داخل القناة الضيقة صعبة وغير سلسة. 

يؤدي ذلك الخلل إلى ألم عند الحركة وتصلّب في الصباح، وأحيانًا سماع طقطقة خفيفة عند ثني الإصبع أو فرده. ورغم أن الحالة قد تبدو مزعجة، إلا أنها غالبًا حميدة ويمكن علاجها بسهولة خاصة عند التدخل المبكر.

أسباب الإصابة بالإصبع الزنادي

يحدث الإصبع الزنادي عندما يتضخم الوتر أو يضيق الغمد الذي يتحرك بداخله؛ مما يؤدي إلى صعوبة انزلاق الوتر بشكل طبيعي. وتشمل أبرز الأسباب:

  • استخدام اليد في مهام متكررة، مثل: الكتابة أو الخياطة أو الأعمال اليدوية أو الإمساك بالأدوات لفترات طويلة يسبب ضغطًا على الأوتار.
  • التهاب الوتر أو القناة المحيطة به يؤدي إلى تضيقها؛ مما يسبب التعرّق أو التعليق أثناء الحركة.
  • الأمراض المزمنة، مثل: السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي، إذ تزيد تلك الحالات من احتمالية التهاب الأوتار وتيبّسها.
  • تظهر الحالة بشكل أكبر لدى الأشخاص فوق عمر 40 عامًا، وتعد النساء أكثر عرضة من الرجال.
  • التعرض لضربة أو التهاب حاد في اليد قد يسبب تورمًا يؤدي لاحقًا للإصبع الزنادي.

أعراض الإصبع الزنادي

تتضمن أعراض الإصابة بالإصبع الزنادي ما يلي:

  • ألم قاعدة الإصبع أو الإبهام يزداد عند الضغط أو عند محاولة الحركة.
  • طقطقة أو صوت نقرة عند ثني الإصبع أو فرده.
  • تيبّس الإصبع صباحًا يخف تدريجيًا مع الاستخدام.
  • صعوبة فرد الإصبع أو تعلّقه في وضع الانحناء قبل أن ينطلق فجأة مثل “الزناد”.
  • تورم أو كتلة صغيرة يمكن الشعور بها عند قاعدة الإصبع نتيجة التهاب الوتر.
  • في الحالات المتقدمة، قد يبقى الإصبع عالقًا ولا يستطيع الشخص فرده دون مساعدة.

مضاعفات إهمال علاج الإصبع الزنادي

إهمال علاج الإصبع الزنادي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة مع مرور الوقت، إذ يصبح الألم أكثر شدة ويزداد التيبس في الإصبع خاصة عند الاستيقاظ. ومع استمرار الالتهاب، قد يفقد الوتر مرونته تمامًا، مما يؤدي إلى تجمد الإصبع في وضع الانثناء وعدم القدرة على فرده نهائيًا بدون تدخل طبي.
كما قد تنتشر المشكلة إلى أوتار أخرى في اليد نتيجة زيادة الضغط أثناء التعويض والحركة الخاطئة. وفي بعض الحالات يؤدي التأخير في العلاج إلى الحاجة لإجراءات جراحية بدلاً من العلاجات غير الجراحية البسيطة التي تكون فعّالة في المراحل المبكرة.

الفرق بين الإصبع الزنادي والتهاب الأوتار

يحدث في حالة الإصابة بالإصبع الزنادي تضييق غمد الوتر عند قاعدة الإصبع؛ مما يجعل الوتر يعلق أثناء الحركة، فيشعر المريض بطقطقة أو انحباس الإصبع في وضع الانثناء قبل أن ينفرد فجأة. 

بينما التهاب الأوتار فهو التهاب عام يصيب الوتر نفسه في أي منطقة من اليد، ويسبب ألمًا مستمرًا يزيد مع الحركة، دون حدوث طقطقة أو انحباس. في الإصبع الزنادي تكون المشكلة في مرور الوتر داخل القناة الضيقة، بينما في التهاب الأوتار تكون المشكلة في التهاب الوتر ذاته فقط.

علاج الإصبع الزنادي

تتضمن طرائق علاج الإصبع الزنادي ما يلي:

  • الراحة وتقليل الإجهاد: تجنب الأعمال اليدوية المتكررة أو الإمساك بالأدوات الثقيلة لتخفيف الضغط على الوتر.
  • الكمادات الدافئة: تساعد على تخفيف الالتهاب وتحسين تدفق الدم في الإصبع.
  • تمارين الإطالة: ثني وفرد الإصبع بلطف لتحسين مرونة الوتر وتقليل الالتصاق بالغمد.
  • جبيرة ليلية: تثبيت الإصبع مفرودًا أثناء النوم يقلل الالتهاب ويعطي الوتر فرصة للشفاء.
  • حقن الكورتيزون: علاج فعال يقلل الالتهاب بسرعة ويسمح للوتر بالانزلاق بسلاسة، خاصة إذا لم تتحسن الحالة بالعلاج التحفظي.
  • الجراحة البسيطة: تُستخدم فقط في الحالات المزمنة أو الشديدة حيث يصبح الإصبع عالقًا، وتعتبر آمنة وفعّالة مع استعادة حركة الإصبع سريعًا.

حقن الكورتيزون للإصبع الزنادي

حقن الكورتيزون تعد واحدة من أكثر الطرق الفعالة لعلاج الإصبع الزنادي، خاصة في المراحل المبكرة أو عندما تفشل العلاجات المنزلية في تخفيف الأعراض. تعمل تلك الحقن على تقليل الالتهاب في غمد الوتر؛ مما يسمح للوتر بالانزلاق بحرية داخل القناة الضيقة ويخفف من الألم والتصلب.

عادةً يحقن الكورتيزون مباشرة عند قاعدة الإصبع أو الإبهام، ويشعر المريض بتحسن واضح بعد فترة قصيرة من الحقن. في كثير من الحالات قد تكون حقنة واحدة كافية لإعادة حركة الإصبع الطبيعية. ومع ذلك قد يحتاج بعض المرضى لحقنة ثانية إذا استمرت الأعراض أو ظهرت مرة أخرى.

أهم الأسئلة الشائعة حول الإصبع الزنادي

يوجد العديد من الأسئلة الشائعة حول الإصبع الزنادي التي تشغل بال الكثير، ومن أبرزها:

هل الإصبع الزنادي خطير؟

الإصبع الزنادي ليس خطيرًا، فهو حالة حميدة تصيب أوتار الأصابع وتسبب الألم أو تعليق الإصبع مؤقتًا. لكنه قد يصبح مزعجًا أو يعيق الحركة إذا تُرك دون علاج، وفي حالات نادرة جدًا قد يحتاج لتدخل طبي لتجنب تصلب الإصبع أو فقدان الحركة الطبيعية.

هل يجب عليك تدليك الإصبع الزناد؟

تدليك الإصبع الزنادي مفيد لتخفيف الالتهاب فقط وتحريك الوتر، لكن لا يضغط أو يفرك بقوة. إذا كان الإصبع مؤلمًا أو عالقًا كثيرًا يجب مراجعة الطبيب.

متى يلزم التدخل الجراحي؟

عندما تصبح الحالة مزمنة ويكون الإصبع عالقًا بشكل دائم، أو في حالة فشل كل الطرق الأخرى في استعادة حركة الإصبع الطبيعية.

في النهاية، يعد الإصبع الزنادي حالة شائعة تصيب أوتار الأصابع وتسبب ألمًا أو تعليق الإصبع مؤقتًا، لكنها عادة ليست خطيرة في حالة التعامل معها مبكرًا. اتباع العلاجات المنزلية والتمارين والحقن عند الحاجة يمكن أن يخفف الالتهاب ويستعيد الحركة الطبيعية، ويقلل الحاجة للتدخل الجراحي.

إذا لاحظت أي أعراض مستمرة، مثل: التورم أو الألم الشديد أو انحباس الإصبع المتكرر، لا تتردد في استشارة طبيب متخصص في اليد لتقييم الحالة واختيار العلاج الأنسب لك، فالتدخل المبكر يجعل الشفاء أسرع وأكثر فعالية.

احجزي استشارتك الآن

“مع د. ساري، صحتك تهمنا. استشيرات طبية دقيقة عبر الإنترنت دون الحاجة لزيارة العيادة.”
booking form

اسأل د. ساري الآن

“مع د. ساري، صحتك تهمنا. استشارات طبية دقيقة عبر الإنترنت دون الحاجة لزيارة العيادة.”
ask dr sari form

احجز استشارتك الآن

booking form