الوحمات الدموية
نوفمبر 18, 2025

الوحمات الدموية

تُعدّ الوحمات الدموية من أكثر العلامات الجلدية التي تثير الفضول والقلق في الوقت نفسه، فهي تظهر فجأة على بشرة المواليد أو خلال مراحل النمو دون إنذار. وعلى الرغم من مظهرها الواضح، إلا أن حقيقتها الطبية قد تكون غير معروفة لدى الكثيرين. في هذا المقال، نسلط الضوء على ماهية هذه الوحمات، وكيف تتشكل نتيجة نمو غير طبيعي للأوعية الدموية تحت الجلد. سنكشف الفروق بين الأنواع الحميدة التي تتلاشى مع الوقت، وتلك التي تحتاج إلى متابعة دقيقة. كما نستعرض أهم الأساليب العلاجية المتوفرة اليوم، من الليزر إلى التقنيات الحديثة. 

ما هي الوحمات الدموية؟

الوحمات الدموية هي علامات أو بقع جلدية تظهر نتيجة نمو زائد أو غير طبيعي في الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد. عادة تكون موجودة منذ الولادة أو تظهر خلال الأسابيع الأولى من حياة الطفل، ويختلف شكلها ولونها حسب نوعها؛ فقد تكون حمراء زاهية أو داكنة أو مسطّحة أو بارزة قليلًا عن سطح الجلد.

عادةً ما تكون الوحمات الدموية حميدة وغير خطيرة، قد تختفي تلقائيًا مع مرور الوقت، خاصة لدى الأطفال. ومع ذلك تحتاج بعض الأنواع إلى متابعة طبية، خصوصًا إذا كانت تنمو بسرعة أو تظهر في مناطق حساسة.

أسباب ظهور الوحمات الدموية

أسباب ظهور الوحمات الدموية ليست واضحة تمامًا حتى اليوم، لكن الأطباء توصلوا إلى عدة عوامل محتملة تساعد في تفسير ظهورها، أهمها:

  • حدوث تجمع أو تكدّس لخلايا الأوعية الدموية في منطقة معينة من الجلد؛ مما يؤدي لظهور وحمة دموية.
  • وجود تاريخ عائلي لوحمات دموية أو اضطرابات وعائية قد يزيد من احتمالية ظهورها.
  • يُعتقد أن بعض التغيرات الهرمونية لدى الأم قد تؤثر على تطور الأوعية الدموية لدى الجنين.
  • نقص أو زيادة في بعض البروتينات المنظمة لنمو الأوعية الدموية، مثل: البروتينات المسؤولة عن الإشارات التي تتحكم في تكوّن الأوعية الدموية.
  • عوامل بيئية داخل الرحم، مثل: النمو السريع للجنين أو اختلافات طفيفة في إمداد الدم لبعض المناطق.
  • بعض الوحمات تظهر ببساطة كجزء من مراحل تطور الجلد عند الأطفال دون أي سبب مرضي.

أنواع الوحمات الدموية

هناك عدة أنواع من الوحمات الدموية، ويختلف كل نوع في الشكل والملمس وطريقة التطور، وأبرزها:

  • الوحمة الدموية الشعيرية (Strawberry Hemangioma)

تُعد من أكثر الأنواع شيوعًا لدى الرضّع، وتتميز بلونها الأحمر اللامع وشكلها البارز قليلًا فوق سطح الجلد. تنمو بسرعة خلال الأشهر الأولى، ثم تبدأ تدريجيًا في الانكماش والاختفاء دون أي تدخل طبي. بالرغم من مظهرها الملفت، إلا أنها عادة لا تسبب مشكلات صحية، ويكتفي الطبيب بمتابعتها ما لم تؤثر على الرؤية أو التنفس أو التغذية إذا ظهرت في مناطق حساسة.

  • الوحمة الدموية العميقة (Deep Hemangioma)

تنمو تلك الوحمة في طبقات أعمق تحت الجلد، لذلك يكون لونها ميالًا للأزرق أو البنفسجي، وقد تبدو ككتلة لينة عند اللمس. قد لا تُلاحظ عند الولادة، لكنها تبدأ بالظهور مع نمو الطفل. تحتاج متابعة طبية لأنها قد تنمو بشكل أكبر أو تضغط على أنسجة مجاورة، وبالرغم من ذلك فإن الكثير منها ينكمش مع الوقت دون الحاجة إلى علاج مكثف.

  • بقع السلمون أو “قبلة الملاك” (Salmon Patches)

بقع وردية مسطحة تظهر عادة على الجبهة أو الجفون أو خلف الرقبة، وتنتشر بكثرة بين المواليد. تتميز بأنها تصبح أكثر وضوحًا عندما يبكي الطفل أو يبذل مجهودًا. ورغم مظهرها فهي من أكثر الوحمات التي تختفي تلقائيًا خلال السنوات الأولى دون أي تأثير صحي أو جمالي، ولا تحتاج علاجًا إلا في حالات نادرة.

  • وحمة بورت واين (Port-wine Stain)

عبارة عن بقعة جلدية مسطحة بلون أحمر غامق أو بنفسجي، تتواجد عادة على الوجه أو الرقبة. بخلاف الأنواع الأخرى، لا تتلاشى مع الوقت بل قد تكبر وتصبح أكثر وضوحًا مع نمو الطفل. لذلك يلجأ البعض لعلاجها بالليزر لتحسين مظهرها، خاصة إذا كانت في منطقة بارزة. وعلى الرغم من أنها حميدة، إلا أن تقييم الطبيب مهم إذا كانت مصاحبة لأعراض أخرى.

  • الأورام الوعائية المختلطة

يجمع ذلك النوع بين الصفات السطحية والعميقة، إذ يظهر جزء أحمر فوق الجلد بينما يمتد الباقي في العمق بلون أزرق مائل للداكن. قد تنمو تلك الوحمات بسرعة في البداية، لكنها عادة تتبع نفس مسار الأورام الوعائية الأخرى من حيث الانكماش التدريجي. المتابعة الدورية ضرورية للتأكد من أنها لا تسبب ضغطًا على الأنسجة أو تعيق أي وظيفة حيوية.

علاج الوحمات الدموية

تختلف طريقة علاج الوحمات الدموية بحسب نوعها وحجمها وموقعها وتأثيرها على الصحة أو المظهر. في كثير من الحالات لا يحتاج الطفل لأي علاج لأن معظم الوحمات تختفي تلقائيًا مع مرور الوقت، خاصة الوحمة الشعيرية وبقع السلمون.

أما الحالات التي تحتاج تدخلًا طبيًا فتشمل الوحمات الكبيرة أو العميقة، أو تلك التي تعيق وظيفة عضو معين، مثل: الرؤية أو التنفس. وتشمل أساليب العلاج الشائعة:

  • الأدوية: مثل حاصرات بيتا (Propranolol) التي تساعد على تقليص حجم الوحمة ومنع نموها بسرعة.
  • العلاج بالليزر: يُستخدم خاصة للوحمات المسطحة مثل وحمة بورت واين لتحسين المظهر ومنع تفاقم اللون مع مرور الوقت.
  • الجراحة: نادرة الاستخدام وتُطبق فقط إذا كانت الوحمات كبيرة جدًا أو تسبب مشكلات صحية أو تشوهات واضحة.
  • المتابعة الطبية الدورية: حتى إذا لم يُستخدم علاج، يوصي الأطباء بمراقبة الوحمة للتأكد من أنها تنمو بشكل طبيعي ولا تؤثر في الأعضاء الحيوية.

الفرق بين الوحمة الدموية الحميدة والخطرة

يتضمن الفرق بين الوحمة الدموية الحميدة والخطرة ما يلي:

الوحمات الدموية الحميدة

  • هي الأكثر شيوعًا، مثل: الوحمة الشعيرية وبقع السلمون.
  • غالبًا ما تكون مسطحة أو بارزة قليلًا، بلون أحمر فاتح أو وردي.
  • تنمو في البداية بسرعة ثم تبدأ بالانكماش والتلاشي تلقائيًا خلال سنوات الطفولة.
  • لا تسبب أي أعراض صحية أو مشكلات وظيفية للأعضاء المحيطة.
  • لا تتطلب عادة أي تدخل علاجي، والاكتفاء بالمتابعة الدورية يكفي.

الوحمات الدموية الخطرة

  • تشمل الأنواع العميقة أو الأورام الوعائية الكبيرة أو السريعة النمو.
  • قد يكون لونها أزرق أو بنفسجي، وقد تبدو ككتلة صلبة تحت الجلد.
  • قد تسبب ضغطًا على أعضاء مهمة، مثل: العينين أو الفم أو الجهاز التنفسي؛ ما يؤدي لمشكلات صحية.
  • يمكن أن تكون مرتبطة بحالات نادرة تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا.
  • تحتاج إلى تقييم طبي دقيق وقد تشمل العلاج بالأدوية أو الليزر أو الجراحة حسب الحالة.

أهم الأسئلة الشائعة حول الوحمات الدموية

تتضمن قائمة الأسئلة الشائعة حول الوحمات الدموية ما يلي:

متى تكون الوحمة الدموية خطيرة؟

الوحمة الدموية قد تكون خطيرة إذا نمت بسرعة أو تغير لونها، أو ظهرت في مناطق حساسة، مثل: العين أو الفم، أو تسببت في حدوث ألم أو نزيف، أو أثرت في وظائف الجسم، مثل: التنفس أو التغذية عند الأطفال، وفي تلك الحالات يجب مراجعة الطبيب فورًا.

ما هو الفرق بين الوحمة والتجمع الدموي؟

الوحمة الدموية علامة جلدية ناتجة عن نمو زائد للأوعية الدموية، تظهر منذ الولادة أو بعدها، وقد تدوم لسنوات، بينما التجمع الدموي يعرف بأنه نزيف مؤقت تحت الجلد بسبب إصابة أو ضربة، يظهر فجأة ويزول تدريجيًا خلال أيام إلى أسابيع.

هل تختفي الوحمة الحمراء من تلقاء نفسها؟

نعم، الوحمة الحمراء (الوحمة الشعيرية) عادة تختفي من تلقاء نفسها مع مرور الوقت. تظهر عادة لدى الرضع بعد الولادة وتنمو بسرعة خلال الأشهر الأولى، ثم تبدأ تدريجيًا في الانكماش والبهتان، وغالبًا تختفي بالكامل خلال سنوات الطفولة دون الحاجة لأي علاج. ومع ذلك يُنصح بالمتابعة الطبية للتأكد من نموها الطبيعي وعدم تأثيرها على أي عضو حساس.

في النهاية، تُعد الوحمات الدموية علامات شائعة ,غالبًا تكون حميدة ولا تشكل خطرًا على الصحة، لكن فهم أنواعها وأسبابها ومتابعة نموها يساعد في الاطمئنان والتعامل معها بشكل صحيح. إذا لاحظت أي وحمة تنمو بسرعة، تتغير لونها، أو تؤثر في وظيفة عضو من أعضاء الجسم.
لا تتردد في استشارة طبيب مختص لتقييم الحالة واختيار العلاج المناسب. احرص على متابعة طفلك أو نفسك بانتظام، فالاطمئنان على الصحة يبدأ بالملاحظة المبكرة.

احجزي استشارتك الآن

“مع د. ساري، صحتك تهمنا. استشيرات طبية دقيقة عبر الإنترنت دون الحاجة لزيارة العيادة.”
booking form

اسأل د. ساري الآن

“مع د. ساري، صحتك تهمنا. استشارات طبية دقيقة عبر الإنترنت دون الحاجة لزيارة العيادة.”
ask dr sari form

احجز استشارتك الآن

booking form